تصنع امجاد الدول على تضحية الرجال حث الإسلام على التضحية للحق في صور عديدة بالنفس والمال والوقت ؛ لما في ذلك من نصرة للدين وتكافل بين المسلمين وتراحم، وصيانة للأموال والأعراض، فحماية الدين والوطن تحتاج إلى التضحية والفداء بالمال والنفس، والتضحية وسيلة الجهاد وطريق العزة والنصر، فالأمة التي لا تضحي لا يمكنها ان تجاهد، والأمة التي لا تجاهد أعداء الله تعيش ضعيفة ذليلة.
ومن آثارها
تحقيق العدل ودحر الظلم بشتى أنواعه.
تحقيق العدل بين طبقات المجتمع القوي منها والضعيف.
تقوية الأمة وتحقيق تماسكها، فيهابها أعدائها وتصبح قوية البنيان عزيزة الجانب.
تقوي جوانب الخير في المجتمع بتقديم الخدمان التي تنفع الناس في الظروف العادية الطارئة.
تحقيق رضوان الله تعالى .
الإسهام في نشر الإسلام .
كان رسول الإسلام محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، أكثر الناس تضحية، فهو القدوة في كل خير، فقد قام بتبليغ رسالة الإسلام للناس، ولقي في سبيل ذلك العنت والمشقة، وتحمل اذى كفار قريش، ومقاطعتهم له ولمن معه، ولما عرضوا عليه أن يكون ملك وسيد وغني ضحى بكل ذلك، وثبت على دينه ورفض مساومتهم، فأعلنوا الحرب علية وقاتلوه، فجاهد في سبيل الله الله جهاد مستمر طوال حياته حتى التحق بالرفيق الأعلى.
وقد اقتدى الصحابة رضوان الله عليهم بالرسول محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- بالتضحية بالنفس والمال. ومن مواقفهم :
بالنفس عدل
تضحية علي بن أبي طالب – رضي الله عنه بنفسه عندما بات في فراش رسول الإسلام ليلة الهجرة ليوهم قريش أن الرسول محمد ما زال في فراشه، وهو يعلم أنها قد عزمت على قتل الرسول محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-.تضحية حنظلة غسيل الملائكة، رضي الله عنه، فقد ضحى بنفسه عندما خرج للجهاد صبيحة ليله زفافه، وسقط شهيدا في غزوة أحد.
تضحية عمرو بن الجموح، وكان أعرج وكبير في السن، وقد أصر على الخروج للجهاد في غزوة أحد رغم ذلك، وحاول أبنائه منعه من الذهاب للجهاد، لكبر سنه وعرجته، لكنه أصر على المشاركة قائلا : ” والله اني لأرجو ان اطأ بعرجتي هذه الجنة ” فما زال يقاتل حتى استشهد.
تضحية أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية، ومشاركتها في غزوة أحد ودفاعها عن النبي محمد حيث كانت تحمي الرسول محمد حتى أثخنتها الجراح.